(أبي القاسم الشابي) التي أُلقِيت على منبر جمعيتنا هذه: (قدماء الصادقية)، بعنوان:"الخيال الشعري عند العرب).
ب - لأتساءل: أكان لأحدِ الرجلَيْن تأثّر بالآخر في هذا المجال، أو تأثيره فيه؟ ثم انتقلت من المقارنة بين الشابي وابن الحسين في أثريهما المعنِيّيْن بالخيال الشعري، إلى المقارنة بينهما في عنواني ديوانَيْهما؛ إذ تعلّقا معاً فيهما بالحياة، فبينما سمّى صاحب سَهرتنا ديوانه: "خواطر الحياة"، نجد الشابيّ يسمي ديوانه: "أغاني الحياة"!.
وقد تساءلت -هنا أيضاً- عن مدى تأثّر أحد الشاعرين بالآخر، أو تأثيره فيه ...
قلت: إنّي أعددت حديثاً موسّعاً، ذلك موجز مدخله ... إلا أن حرصي على الاختصار في تدخّلي هذا دعاني إلى الاقتصار فيه على النتائج، وطيّ المقدّمات، إلا أقلّها.
ومن النتائج التي انتهيت إليها:
أنّ الشيخ الخضر يندرج -حسب رأي- في الطبقة الثانية (١) من طبقات الشعراء الذين تحدّث عنهم الشاعر -أو الناظم- الطريف الذي صنع هذه الأبيات:
الشعراءُ -فاعلمن- أربعهْ ... فشاعرٌ يجري ... ولا يُجرَى معَهْ
وشاعرٌ يخوض كُلَّ مَعْمَعَهْ ... وشاعرٌ لا تَشْتَهي أنْ تسمعَهْ
وشاعرٌ لا تَسْتَحِي أنْ تَصْفَعَهْ
(١) جميع الأدباء والنقاد الذين درسوا شعر الإمام جعلوه في الطبقة الأولى من الشعراء.