أرومُ مديحَه وإخالُ أنّي ... سأحظَى منه بالسيْلِ الدِّفاقِ
فيبهرُني عُلاه ... كأنّ فكري ... توثّبَ وهو مشدودُ الوَثاقِ
ومن مدائح الخضر الشهيرة:"موشحه التّام" المطوَّل الذي أنشأه في "عبد الرحمن الداخل": (صقر قريش) ... ولا مجال هنا لإيراده.
وأمّا "المراثي"، فهي عند الشيخ الخضر بابٌ آخر من أبواب القول الذي يتحرّى الإجادة فيه، والتعبير به عن الوفاء والإخلاص، فوقَ التعبير عن لوعة الفراق الأبدي، وما ينوب المفجوعين في الفقيد -أو الفقيدة- من خسارة لا تعوّض بحال.
وقد تناولت مرثيات الخضر في الطليعة: أمّه، السيّدة "حليمة بنت الشيخ مصطفى بن عزّوز"؛ وتناولت زوجته -بل إحدى زوجاته- السيدةَ "زينب".
كما تناولت عدداً من الشخصيات التاريخية؛ مثل:"صلاح الدين الأيوبي"، أو المعاصر مثل الوزير "محمد العزيز بو عتّور"، وشيخه المفضّل المحترم "سالم بو حاجب"؛ وله مراثٍ في سوى هؤلاء.
وممّا جاء في رثاء والدته: قوله:
أوْدَعُوها قعْرَ لحدٍ، ضرَبوا ... فوقَه من لازبِ الطينِ خِتاما
يا سقاةَ التّرب ماءً. . . هاكمُ ... عبراتي. . . إنّ في الجَفن جِماما
أفلا يبكي الفتى نازحةً ... سهرَتْ من أجله الليلَ وناما؟
هنا أقف عن عرض المختارات المبوّبة من شعر محمد الخضر بن الحسين، بل عن الكلام بالتمام، برغم أنّ عنوان ديوان شاعرنا "خواطر