إلى محمد رشيد رضا صاحب مجلة "المنار": "الواقع أني بارحت تونس بقصد الإقامة في دمشق الشام سنة ١٣٣١ هـ، وعندما نزلتها كتبتُ اسمي في سجل التابعين للحكومة العثمانية (...)، وبعد انتهاء الحرب قدمتُ مصرَ، وكلما اقتضى الحالُ أني أكتبُ تبعيتي في ورقة رسمية، أثبتُّ فيها أني تابع للحكومة المحلية، ولا أعرف -إلى كتابة هذه الأسطر- مكانَ السفارة أو القنصلية الفرنسية في القطر المصري، ولا أدري في أي شارع من شوارع القاهرة هي"(ص ٩٦).
وقد بقي في مصر مصحِّحاً بالقسم الأدبي من دار الكتب قبل أن يُنتدب لإلقاء الدروس بجامع الأزهر، وكان يجمع بين العملين، ثم انفرد بالثاني.
وهو يعطينا تفاصيل عن عمله اليومي، ونشاطه العلمي ساعةً بساعة بالقاهرة (ص ٦٢ و ٦٨ و ٩٥)، ويقول عن تجنسه بالجنسية المصرية في رسالة مؤرخة في ذي الحجة ١٣٥٠ هـ:
"قرر مجلس الوزراء منحي التجنس بالجنسية المصرية، وسعيت في هذا؛ لأن تعييني للتدريس على وجه ثابت يتوقف عليه"(ص ٧٤).
وبالجملة: نجد ١٥ رسالة إلى محمد الطاهر بن عاشور، وإحدى عشرة رسالة إلى محمد المكي بن الحسين، وأربع رسائل إلى محمد الصادق النيفر، ورسائل شعرية مفردة إلى العديد من العلماء والشعراء، منهم: محمد الشاذلي خزندار، ومحمد المكي بن عزوز، ومحمد رشيد رضا، وزين العابدين بن الحسين ... إلخ