والتقيت بالشيخ أبي الفضل شيخ الأزهر في منزل السيد أحمد رافع، وصرت أقدم إليه ما يطبع من بعد. وعرض عليَّ عند قرب انتهاء طبع الكتاب أن أمنح شهادة عالمية الأغراب، فأبيت، وقلت: إني مستعد لامتحان شهادة العالمية الأزهرية، فراجع السكرتير العام الشيخ حسن والي بمحضر، فأظهر صعوبة في ذلك، وتمسكت أنا برفض شهادة الأغراب.
وصدر الكتاب سنة ١٣٤٤ هـ، وقدمت نسخة من الكتاب لحضرة صاحب الجلالة فؤاد الأول، وصاحبني عند تسليمها إلى كبير الأمناء ذي الفقار باشا سعادةُ أحمد تيمور باشا. وبعد قليل تولى رئاسة الديوان توفيق نسيم باشا، فقابلته، ودار بيننا حديث يدل على أنه يُعنى ببحث المسائل الفقهية".
"وفي هذه السنة ١٣٤٧ هجرية، سافر الدكتور طه حسين إلى مؤتمر المستشرقين السابع عشر بجامعة (أكسفورد)، وألقى هناك محاضرة موضوعها:"ضمير الغائب، واستعماله اسمَ إشارة في القرآن"، ونشر في مجلة "الرابطة الشرقية" ملخصَ لهذه المحاضرة، فحررتُ في نقده رسالة بينت فيها خطأه في فهم عبارات علماء العربية بوضوح، ونشرت الرسالة في مجلة "الهداية الإسلامية".
ولما بلغني أن شيخ الأزهر -أعني: الشيخ المراغي- يريد بحث ما كتبه الدكتور طه حسين، زرته، وقدمت له نسخة من المجلة، فأخذ يقرأ ما كتبته إلى أن أتى على آخره، وقال في: ابعث إلى الدكتور نسخة منه، ثم قال: هم يقولون: إن الذي يقدم بحثاً إلى المؤتمر لا يأخذ على عهدته صحته، بل يلقي ما بدا له من الرأي، والمؤتمر يبحثه، ويقرر صحته أو خطأه.