وأخبركم، فاحضرت النسخة، ولكن الشيخ جاويش لم يعد لمخاطبتي في هذا الشأن، ولم أسأله بعد".
والأكيد: أنه من الصعب الحكمُ على رحلة عمر طويلة من زاوية واحدة، فالشيخ الخضر كان طموحاً، وكان دائماً على علاقة حسنة بالحكام الذين كانوا يتوسم أنهم سيرفعون راية الخلافة الإسلامية. ولكنه كان -أيضاً- ذا تاريخ مشرِّف في زعامة (جبهة تحرير شمال إفريقية، ومعاداة الاستعمار الفرنسي.
لكن أوراقه تؤكد أنه خاض معارك ضارية، وأن ذلك لم يقتصر على طه حسين، وعلي عبد الرازق، ولكنه امتد ليشمل الشيخ محمود شلتوت الذي أصبح شيخاً للأزهر في الستينات ... فهو يكتب عن معركته مع الشيخ شلتوت قائلاً: "وفي سنة (١٣٦١ هجرية ١٩٤٠ م) نشر الشيخ محمود شلتوت مقالة في مجلة "الرسالة" تحت عنوان: "الهجرة وشخصيات الرسول"، وأنكرها أهل العلم؛ إذ كان فيها تقويض جانب عظيم من أصول الشريعة الغراء، فكتبتُ في الرد عليه رسالة طُبعت مستقلة بعد نشرها في مجلة "الهداية الإسلامية"، وعنوانها:(نقد مقالة الهجرة وشخصيات الرسول)، ووقعت هذه الرسالة عند العلماء المستنيرين موقع القبول، وأقبلوا على اقتنائها؛ إذ رأوها كافية لرد الشُّبه التي حامت على رأي الشيخ شلتوت".