الجاهلي" للدكتور طه حسين، فرد عليه الشيخ بكتابه "نقض كتاب في الشعر الجاهلي"، فصنع معه ما صنع مع كتاب "الإسلام وأصول الحكم" عندما فنده فقرة فقرة، وفكرة فكرة، مع أدب رفيع في الحوار، وبراعة في الجدل، كشفت عن عقل متمكن ومتمرس في ميدان البحث والمناظرة، يغترف صاحبه من معين من العلم لا يغيض.
لقد أدى الرجل بهذين الكتابين حقَّ دينٍ وأمة، ونهض بفرض كفائي وجب على الأمة جمعاء، وكان -بحق- كما قال هو:
ناضلْتُ عن حقٍّ يحاولُ ذو هَوى ... تصويرَهُ للناس شيئاً مُنْكَرا
- وفي سنة (١٣٤٦ هـ، سنة ١٩٢٧ م) اشترك مع صديقه العلامة أحمد تيمور باشا في تأسيس (جمعية الشبان المسلمين)، التي جاءت طليعة الجمعيات الإسلامية التي تكونت للتعريف بالإسلام، والذود عن حضارته في تلك الحقبة التي تميزت بزحف فكرة "التغريب" على وطن العروبة، وعالم الإسلام، ولقد رأس أولَ اجتماع تحضيري لتأسيسها في (٢٥ نوفمبر سنة ١٩٢٧ م).
كذلك نهض الشيخ الخضر بتأسيس (جمعية الهداية الإسلامية)، التي ضمت كوكبة من المثقفين ثقافة دينية ومدنية، وأصدر لها مجلة "الهداية الإسلامية"، وكون لها مكتبة عامة، جعل من مكتبته الخاصة نواة لها، ولقد امتد نشاط هذه الجمعية إلى الأقاليم، فقامت لها فروع فيها، وكانت محاضراته المستمرة فيها، ومقالاته في المجلة جهداً منظماً ومستمراً، قدم -من خلاله- معالم دعوته للإحياء الإسلامي، والنهضة العربية، وتحرير ديار العروبة والإسلام، ولقد جمعت مقالاته ومحاضراته هذه في كتاب من