أدمجت في كتاب "دراسات في العربية وتاريخها"، تركزت مضامين هذا البحث حول:
- دراسة اللغة العربية من حيث ألفاظُها، والأطوارُ التي مرت بها، واتساع نطاقها، وإشعاعها الحضاري، وعنده: أن الألفاظ أو الكلمات ودلالاتها ووظائفها هي لا تعني شيئاً في حد ذاتها إلا حين يتفق على إسنادها هذا المعنى أو ذاك، وأن اللغة هي اصطلاح قبل كل شيء، أو ضبط الغرض القائم في النفس، وتمييزه عما سواه، وأن اللغة هي ظاهرة اجتماعية أولاً، وظاهرة نفسية ثانياً، وهي الأداة المثلى لتكوين المجتمعات؛ لأنها وحدها القادرةُ على تأسيس كل أنماط الاتصال بين أفراد المجتمع الواحد، ليس هذا فحسب، بل هي الضامنةُ لترابط أفراده، وتوحدهم روحياً، فمتى أهملت الأمة لغتها، وزهدت فيها وفي تعلمها، انفصمت عرا جامعتها لا محالة، وخصوصاً الأمة العربية.
واللغة العربية مثلها مثل جميع اللغات، عرفت عدة أطوار في حياتها، لكنها لم تبلغ أشدها إلا مع القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، لكن، ومع انحدار الحضارة العربية، عرفت هذه اللغة نفس المصير؛ إذ ضعفت، وانتشر التحريف في تراكيبها وصيغها، وسيطر التزويق والبهرجة اللفظية على أساليبها، وكثر المنظرون فيها حد التطرف؛ يقول عبد القاهر الجرجاني:"إن الألفاظ خدم للمعاني، وإن المعاني مالكة سياسة الألفاظ".
والخضر حسين يعتقد أن هذا الكلام لا يصح على اللغة العربية؛ لتجانس معنى اللفظ مع الصوت، وتطابق الكلمة مع مضمونها، واعتدال تركيب الكلمات، وخاصة الثلاثية منها، وحكمة ترتيبها بحسب معانيها القائمة في