النفس، ويذهب إلى: أن اللغة العربية تطورت مع الحضارات التي عرفها العرب، وعبر المراحل التاريخية التي مر بها الإسلام والمسلمون، ولذلك فهي قادرة على الارتقاء، وعلى مزيد التطور، وعلل ذلك بقوله:
١ - تعدد وجوه دلالات الألفاظ واشتقاقها.
٢ - تعدد الأساليب اللغوية، واقتباسها من اللغات الأخرى، وأخذها للمصطلحات الأجنبية التي تزيد في إغنائها، وتُكسبها قوة وتجدداً:"تتلقى العربية ما يرد عليها من الألسنة الأخرى، وتقبله بقبول حسن، بعد تنقيحه وسكبه في قالب عربي، فلا مانع من أن نقتبس أسماءها الموضوعة لها في اصطلاح مخترعيها عند استحسانها وتهذيبها، ثم نحشرها في زمرة ما هو عربي فصيح".
٣ - ثراء العربية بالألفاظ، وبأدوات الربط، وترادف عدد كبير من هذه الألفاظ نفسها، والتمييز بين المذكر والمؤنث.
وفي اعتقاده: أن أخطر الأمراض التي تتعرض إليها لغة الضاد هو: "لغة العامة" التي يعتبرها لغة عربية محرّفة ... يجدر السعي إلى معالجتها وإصلاحها، وينصح بالكف عن استعمال هذه اللهجات، والامتناع عن تدوينها.
ب - كتاب "القياس في اللغة العربية":
في الأصل هو بحث نشره تباعاً بمجلة "المنار" في سنة ١٩٢٢ م، ثم أصدره في كتاب يحتوي على ١٢٠ صفحة، وذلك في سنة (١٣٥٣ هـ / ١٩٣٤ م). وهو نفس البحث الذي قدمه -بعد ذلك- إلى هيئة كبار العلماء، فقبلته بالإجماع، وأسندت له عضويتها سنة ١٩٥٠ م.