وقد أعاد طبع هذا البحث علي الرّضا الحسيني ناشرُ آثار محمد الخضر حسين في كتاب تحت عنوان:"دراسات في العربية وتاريخها"، وقد ضم هذا الكتاب عدة بحوث أخرى ودراسات كتبها المؤلف في مناسبات مختلفة حول اللغة العربية.
وقد أوضح الخضر حسين في بحثه المتحدث عنه مرونةَ اللغة العربية، وقدرتها الفائقة على مسايرة الحضارة والعلم.
كما أكد على العلاقة الجوهرية بين اللغة والفكر، و"أن هذه لن تكون إلا بذلك، والحكمس صحيح"، وبيّن تأثير كل منهما على الآخر، وتفاعله معه، وسيطرة هذه على ذلك، والعكس، بإيجاز بيّن أن اللغة هي فكر، والفكر هو لغة.
كما أكد على استحالة تأسيس لغة عالمية واحدة (الاسبرنتو)؛ لاختلاف الأمم والشعوب من حيث العقليات، وظروف المعيشة، والظروف البيئية، واختلاف الإحساس والتفكير، والرؤية إلى العالم.
كما اقترح "تأليف مجمع لغوي" يحدد أسباب هذا التخلف الحاصل في اللغة العربية، وعجزها عن مواكبة الحضارة المعاصرة والعلم، وتخلفها الواضح عن بقية اللغات، ثم يضع وسائل علمية وناجعة للنهوض باللغة العربية؛ لكي ترتفع إلى مستوى اللغات الراقية.
كما بيّن حاجة العربية إلى القياس؛ حتى تتمكن من إيصال كل المعاني والعواطف والصور، وقسم القياس إلى:
- قياس أصلي، ويكون فيه المقاس عليه لغةً من لغات العرب على اختلافها؛ كما جاء في القرآن الكريم، وفي الحديث النبوي الشريف.