- قياس تمثيلي، ويراد به: إلحاق نوع من الكلام بنوع آخر في حكم، وذلك إذا انعقد بينهما شبه من جهة المعنى، أو من جهة اللفظ، ويسمى:"قياس الشبه"، أو اشتراكاً في الصلة التي يقع في ظنهم أن الحكم قائم عليها، ويسمى:"قياس العلة".
وحلل الخضر حسين أشكال القياس مستشهداً بنصوص نثرية وشعرية لتدعيم طرحه، مبيناً الفروق بينها، وبين طروحات النحاة واللغويين الذين سبقوه في الزمان.
كما أبرز القواسم المشتركة بين نوعي القياس المذكورين، وخاصة في الاتصال بين الألفاظ وترتيبها، والفصل بين بعضها البعض، سواء باستعمال الأدوات؛ مثل: حروف الجر، أو بالرجوع إلى عوامل الإعراب وحالاته التي جاءت في كتب النحو العربي، وعنده:"أن اللغة هي نظام أو لا تكون".
٢ - "محور النقد الأدبي":
إن العمل الذي قام به محمد الخضر حسين هي عملية إحياء وتجديد للنقد الأدبي، وهو دعوة لفتح باب الاجتهاد في نظرية الخيال التي قال بها فلاسفة الإسلام: الفارابي، وابن سينا، وابن رشد، وقلة من المهتمين بالشأن البلاغي، وعلى رأسهم: عبد القاهر الجرجاني، عاملاً على إيضاح هذه النظرية، والإضافة إليها، وتطويرها؛ بهدف إحيائها، وذلك بربطه الإبداع الشعري بالخيال، والنظر إلى فن الشعر على أنه عملية تخييلية عمادُها الخيال.
وقد بسط طرحه في كتابه "الخيال في الشعر العربي" الذي نشره في سنة ١٩٢٢ م، وهو الأول من نوعه في النقد العربي التنظيري الحديث، باتفاق كل النقاد العرب.