وقد رجع في عمله هذا إلى التراث العقلي بخصوص الخيال والتخييل والمخيلة، دون أي اتكاء على أي تراث آخر (الصوفي مثلاً)، ودون الرجوع إلى أي شكل من أشكال المعرفة التي لها قول في الخيال مغاير لمقولات الفلاسفة العرب، ولبعض البلاغيين.
والخضر لم يتردد في تطعيم أفكاره بمعطيات غربية رآها تتلاءم مع الفلسفة الإسلامية والبلاغة العربية، وهذه المعطيات تتعلق بالخصوص بالعلوم الإنسانية، وفي مقدمتها علمُ النفس.
ويذهب إلى: أن تعريف النقاد القدامى للشعر قد اقتصر على اللفظ، ونسي الروح التي تجعل الكلام شعراً، وتميزه عن النثر، وهو التخييل.
ثم حَوْصل آراءَ فَلاسفة الإسلام حول مفهومهم لهذه الملكة النفسية التي هي الخيال، وناقشها، ثم عرّف المخيلة بأنها:"قوة تتصرف في المعاني؛ لتنتزع منها صورًا بديعة"، وتعتمد في ذلك على تداعي المعاني، ثم يذهب إلى: أن جمال التخيل هو أعظم أركان الشعر، وأن الخيال هو المبدأ الأساسي الذي يجب أن نعرف به ماهية الشعر.
يقول:"ذهب بعضهم في حد الشعر إلى أنه كلام موزون مقفّى، وهذا مثل من يشرح لك الإنسان بأنه حيوان بادي البشرة، منتصب القامة، فكل منهما قد قصر تعريفه على ما يدرَكُ بالحاسة الظاهرة، ولم يتجاوزه إلى المعنى الذي تقوم به الحقيقة، ويكون مبدأ لكمالها، وهو التخييل في الشعر، والنطق في الإنسان، فالروح التي يعدّ بها الكلام المنظوم من قَبيل الشعر إنما هي: التشابيه والاستعارات، وغيرها من التصرفات التي يدخل لها الشاعر من باب التخييل".