للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من المناضلين الجزائريين والتونسيين، وكان من أهداف هذه اللجنة: إعلان الثورة على فرنسا في شمال إفريقية، واعلان "جمهورية شمال إفريقية"، و"ذهب وفد برئاسة الشيخ الخضر حسين إلى وزارة الخارجية الألمانية، ووعد الألمانُ الوفدَ بإمداد الثورة بالسلاح ولوازم الحرب" (١).

وكان المعوّل في هذه الثورة على الجنود المغارييين في الجيش الفرنسي، الذين وُجهت إليهم فتاوى بوجوب ترك صفوف الجيش الفرنسي، والالتحاق بالجيش الألماني، وقد أُعدَّ في برلين معسكرٌ لتجميع هؤلاء الجنود سُمي: "معسكر الهلال"، ولكن الحرب توقفت في سنة ١٩١٨ م قبل أن تكتمل الاستعدادات.

واصل الشيخ محمد الخضر عمله مع مواطنه الشيخ صالح الشريف، ومجموعة من المناضلين الجزائريين والتونسيين، وكان أبرز عمل قاموا به هو: توجيه تقرير إلى مؤتمر الصلح بباريس بحقوق الشعبين، وكان التقرير تحت عنوان: "مطالب الشعب الجزائري والتونسي"، وقد وقعه من الجزائريين كل من الشيخين: صالح الشريف، ومحمد الخضر حسين، ومحمد مزيان التلمساني، ومحمد بيزار الجزائري، وحمدان بن علي الجزائري، ومن التونسيين: محمد الشيبي، واسماعيل الصفايحي، ومحمد باش حامبة ...

عاد الشيخ إلى دمشق، وما كاد يلتقط أنفاسه، ويعود سيرته الأولى في التدريس ونشر العلم حتى كانت جحافل الجيش الفرنسي تحتل سورية، فانتقل الشيخ إلى القاهرة حيث ذاع صيته، وسما مكانه، وسطع نجمه.


(١) أحمد العباسي: "الشيخان المجاهدان" (ص ٥٠).