للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها: أنَّه لمَّا تولّى الشيخ محمد الطاهر بن عاشور التدريس في جامع الزيتونة سنة (١٣٢٣ هـ)، هنَّأه الشيخ محمد الخضر حسين بقصيدة من ستة عشر بيتًا، منها (١):

مَسَاعي الوَرَى شَتَّى وكلٌّ لَهُ مَرمَى ... ومسعى ابنِ عاشور له الأمدُ الأسمى

فتىً آنَسَ الآدابَ أوَّلَ نشئِهِ ... فكانتَ لهُ روحاً وَكَانَ لها جِسْما

وما أدبُ الإنسانِ إلا عوائدٌ ... تَخُطُّ لهُ في لَوْحِ إحسَاسِه رَسْما

وَذِي خُطة التَّدريس توْطئَةٌ لأنْ ... نرَاهُ وِقَسْطاسُ الحقوقِ بِهِ يُحْمَى

رَجاءٌ كَرَأْي العينِ عندَ أُولي الحِجا ... يوافيْه كالمَعْطوفِ بالفاءِ لاثُمَّا

بَلَونْا حُلى الألفاظِ في سلْكِ نُطْقِهِ ... فَلَمْ يُلْفِ صَافِي الذَّوْقِ في عِقدِهَا جَشمْا

وفي سنة (١٣٣٠ هـ)؛ مرَّت بالشيخ محمد الخضر حسين الباخرة التي كان يركبها في أثناء رجوعه من الآستانة إلى تونس بالقرب من شاطئ المرسى؛ حيث كان يقيم صديقه الشيخ محمد الطاهر (٢)؛ فقال:

قَلبي يُحَيِّيك إذْ مَرَّتْ سَفِينتُنَا ... تُجَاهَ وَاديكَ والأموَاجُ تَلْتَطِمُ

تَحِيةً أَبرقَ الشّوقُ الشَّديْدُ بِهَا ... في سِلْكِ وِدٍّ بأقْصَى الرُّوحِ يَنْتَظِمُ

وبعد هجرة الشيخ محمد الخضر حسين إلى دمشق من تونس سنة (١٣٣١ هـ) بعث صديقه الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، وهو قاضي القضاة بتونس رسالةً مصدّرة بالأبيات التالية (٣):


(١) "خواطر الحياة" (ص ٢٢٦)، وهو ديوان شعر للشيخ محمد الخضر حسين.
(٢) "خواطر الحياة" (ص ٢٣١).
(٣) "خواطر الحياة" (ص ٩٣).