وعندما أنشئ (مجمع اللغة العربية) بالقاهرة (١٣٥٠ هـ , ١٩٣٢ م)، كان من الرعيل الأول الذين اختيروا لعضويته، كما اختير عضواً بالمجمع العلمي العربي بدمشق، وأثرى مجلة "مجمع اللغة العربية" بالقاهرة ببحوثه القيمة عن صحة الاستشهاد بالحديث النبوي، والمجاز والنقل، وأثرهما في حياة اللغة العربية، وطرق وضع المصطلحات الطبية وتوحيدِها في البلاد العربية.
* مشيخة الأزهر:
نال الشيخ عضوية جماعة كبار العلماء برسالته القيمة "القياس في اللغة العربية" سنة (١٣٧٥ هـ، ١٩٥٥ م)، ثم لم يلبث أن وقع عليه الاختيار شيخاً للجامع الأزهر في (٢٦ ذي الحجة ١٣٧١ هـ، ١٦ سبتمبر ١٩٥٢ م)، وكان الاختيار مفاجئًا له، فلم يكن يتوقعه أو ينتظره بعدما أكبر في السن، وضعفت صحته، لكن مشيئة الله تكرم أحد المناضلين في ميادين الإصلاح؛ حيث اعتلى أكبرَ منصب ديني في العالم الإسلامي.
وكان في ذهن الشيخ حين ولي المنصب الكبير وسائلُ لبعث النهضة في مؤسسة الأزهر، وبرامج للإصلاح، لكنه لم يتمكن من ذلك، ولم تساعده صحته على مغالبة العقبات، ئم لم يلبث أن قدم استقالته احتجاجاً على اندماج القضاء الشرعي في القضاء الأهلي، وكان من رأيه أن العكس هو الصحيح، فيجب اندماج القضاء الأهلي في القضاء الشرعي؛ لأن الشريعة الإسلامية ينبغي أن تكون المصدر الأساسي للتشريع، وكانت استقالته في (٢ جمادى الأول ١٣٧٢ هـ، ٧ يناير ١٩٥٤ م).
ويذكر له في أثناء توليه مشيخة الأزهر قولته: "إن الأزهر أمانة في عنقي، أسلمها حين أسلمها موفورة كاملة، وإذا لم يتأتَّ أن يحصل للأزهر مزيدٌ من