والغمراوي، ومحمد فريد وجدي، ومحمد الخضر حسين، الذي ألف كتاباً شافياً في الرد على طه حسين، وكتابه بعنوان:"نقض كتاب في الشعر الجاهلي"، فَنَّدَ ما جاء فيه، وأقام الأدلة على أصالة الشعر الجاهلي، وكشفَ عن مجافاة طه حسين للحق، واعتماده على ما كتبه المستشرق الإنجليزي (مرجليوث)، دون أن يذكر ذلك.
* في ميادين الإصلاح:
اتجه الشيخ إلى تأسيس الجمعيات الإسلامية، فاشترك مع جماعة من الغيورين على الإسلام سنة (١٣٤٦ هـ، ١٩٢٨ م) في إنشاء (جمعية الشبان المسلمين)، ووضع لائحتها الأولى مع صديقه محب الدين الخطيب، وقامت الجمعية بنشر مبادئ الإسلام، والدفاع عن قيمه الخالصة، ومحاربة الإلحاد العلمي، ولا تزال هذه الجمعية -بفروعها المختلفة- تؤدي بعضاً من رسالتها القديمة.
وأنشأ -أيضاً- (جمعية الهداية الإسلامية)، وكان نشاطها علمياً أكثر منه اجتماعيًا، وضمت عدداً من شيوخ الأزهر وشبابه، وطائفة من المثقفين، وكوّن بها مكتبة كبيرة كانت مكتبته الخاصة نواة لها، وأصدر مجلة باسمها كانت تحمل الروائع من التفسير والتشريع، واللغة والتاريخ.
وإلى جانب هذا النشاط الوافر تولى رئاسة تحرير مجلة "نور الإسلام" -الأزهر الآن- التي أصدرها الأزهر في (المحرم ١٣٤٩ هـ , ١٩٣١ م)، ودامت رئاسته لها ثلاثة أعوام، كما تولى رئاسة تحرير مجلة "لواء الإسلام" سنة (١٣٦٦ هـ، ١٩٤٦ م)، وتحمَّل إلى هذه الأعباء: التدريس بكلية أصول الدين، فالتف حوله الطلاب، وأفادوا من علمه الغزير، وثقافته الواسعة.