سنة ١٩٠٥ م تولى الإمام الخضر منصب القضاء ببنزرت، ولكنه استقال منه بعد شهور، وعاد إلى التدريس في جامع الزيتونة، وكأني به خُلِقَ للتعليم، أو خُلِقَ التعليم له.
وفي سنة ١٩٠٦ م أسست (جمعية تلاميذ جامع الزيتونة)، وكان الإمام -رحمه الله- من المؤسسين الأوائل لهذه الجمعية، ولأن الإمام جزائري، فقد كان كثيراً ما يتردد لزيارة الأهل والأقارب، سواء في أثناء إقامته في "نفطة"، أو إقامته في "تونس"، أو غيرهما.
وفي سنة ١٩١١ م هاجرت والدته مع إخوته إلى دمشق بسورية، وبعد سنة من إقامتهم التحق بهم الإمام الخضر، مقتفياً بذلك سُنَّة أجداده الذين هاجروا من الزاب الجزائري إلى الجريد التونسي؛ حفاظاً على دينهم، ونشراً لتعاليمه، وإبلاغاً لقضيتهم.
وفي سورية تولى الإمام الخضر التدريس بالمدرسة السلطانية، وإلقاء المحاضرات في الجامع الأموي، وغيره من الأماكن المشهورة، كما كان موئلاً للجالية الجزائرية.
وفي سنة ١٩١٦ م اتهم الإمام الخضر بتعاطفه مع الوطنيين السوريين الذين قاموا ضد نظام الحكم العثماني، فسجن لمدة ستة أشهر، وكاد أن يعدم لولا أن الله سلم، وإثر تبرئته التحق للعمل في وزارة الحربية التركية ككاتب عربي بالآستانة، ثم كلفه الباب العالي بمهام سياسية إلى ألمانيا.
وفي سنة ١٩٢٠ م وجد الإمام الخضر نفسه في ملاحقة فرنسا الصليبية إثر احتلالها لسورية، فما كان منه إلا أن يهاجر إلى القاهرة.
وفي القاهرة كان الإمام الخضر يشتعل نشاطاً، ويلتهب حيوية، ومن