للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوسام (١)

شَرُفتُ وزاننَي ذاك الوسامُ ... وفي الصدْرِ الرَّحيبِ لهُ مُقامُ

كفاني أنَّ تُونسُ كرَّمَتْني ... وتونسُ كلُّها الأهْلُ الكِرامُ

وما نِلْتُ الذي فاخَرْتُ فيه ... وصاحِبُهُ هُوَ (الخِضْرُ) الهُمام

وللخِضرِ الحُسينِ تطيبُ ذِكْرى ... بُطولاتٍ يُسطِّرُها حُسامُ

لَهُ التَّكْريمُ في الدُّنيا وحقّاً ... بصَدْرِ (الخِضْرِ) يفْتَخِرُ الوِسامُ

حمى عن تونسُ ولها تَنادى ... وشُقِّقَ عندَ طَلْعتِه الظَّلامُ

تقلَّبَ في بلادِ الله غازٍ ... مِنَ (الخضراء) تدْعوهُ (الشَّآمُ)

وفي (استنبول) ناضلَ في ثباتٍ ... وفي (برلينَ) عَزْمٌ لا يُضامُ

وحطَّ رِحالَهُ في (مِصْرَ) طوداً ... من الإيمانِ ظلَّلَهُ الغَمامُ

أتاه الأزهرُ المعمورُ يزهو ... بمشْيَخَةٍ ترأَّسَها الإمامُ

فقلَّدَ تونسَ الخضراءَ تاجاً ... وأوسمةً تحارُ بِها الأنامُ

وكَمْ أنجَبْتِ تونُسُ من عظيمٍ ... حَكَتْهُ الشمسُ والبَدْرُ التمامُ

لزينِ العابدينَ مزيدُ شُكْرٍ ... وللخِضْرِ الحُسَيْنِ لَهُ السّلامُ


(١) ديوان "بثينة". منحني السيد الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية وسام الجمهورية، وقلدني إياه في حفل بقصر قرطاج العامر بتونس في (٢٣ ربيع الأول ١٤١٧ هـ - ٧ أوت آب ١٩٩٦ م) نظراً لما قمت به من جمع وتحقيق تراث الإِمام محمد الخضر حسين وغيره من رجالات تونس. وإن السيد الرئيس قصد تكريم الإمام بوضعه الوسام على صدري.