للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النسيان، والأحكام العامة تبنى على الغالب.

ولعل الكاتب ينكر أن النسيان يعرض للنساء أكثر من الرجال، وإن دل عليه قوله تعالى: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: ٢٨٢]، فننبئه أن بعض علماء أوروبا قرروا أن في ذاكرة المرأة ضعفاً، وأنها لا تستحضر الماضي كما يستحضره الرجل.

فهذا الدكتور (أوتو فينجر) الطبيب الفيلسوف النمساوي شهد في كتابه المسمى: "الجنس والأخلاق" (١) في (صحيفة ٩٤ - ١١٦) بأن المرأة ضعيفة الذاكرة، فقال: "إن التذكر هو التغلب على ما مضى من الزمن، واستحضاره في الذهن، ولا يمكن للمرأة - لأسباب عضوية ونفسية - السيطرةُ على هذه الموهبة؛ لأن حياتها متقطعة، لا تذكر منها إلا اليسير؛ بخلاف الرجل؛ فإنه يمكنه تتبع سلسة حياته حلقة فحلقة، ولا يغيب عنه جوهرها في أي وقت من الأوقات". بل قرر في هذا الكتاب ضعفَ قوتها العاقلة، فقال في (صحيفة ٧٦ - ٨٤): "لا يمكن للمرأة التفرقة بين الشعور والتفكير - أي: بين حياتها الوجدانية والعقلية -، ولكن الرجل يمكنه فصلهما عن بعضهما فصلاً تاماً". وقال في (ص ٨٥ - ٩٣): "إن النبوغ إحدى ميزات الرجل، ولا يمكن أن تصل إليه المرأة مهما بلغت موهبتها".

ومن جرأة الكاتب على مقام الرسالة الأعظم قوله: "إن تعدد أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس تشريعاً لأمته كترغيب لها فيه، وإنما كان ذلك قبل التحديد،


(١) ظهر هذا الكتاب في اللسان الألماني في مايو سنة ١٩٠٣ م، وأعيد طبعه ٢٧ مرة، ونقل إلى نحو عشر لغات من اللغات الأوربية.