الكريم لبعض خاصته من خلقه، وأمنائه على رسله، فنجّاهم، وكتب لهم السلامة والفوز، ووافق ذلك يوم عاشوراء.
وفي هذا اليوم الحاضر الجديد، الذي يرفّ من الجدة، تتجلى العناية الإلهية لرجل من رجالات الإصلاح والجهاد، بل تتجلى هذه العناية الربانية لجمعية الهداية الإسلامية في شخص رئيسها الموقر، وأوبته إليها سالماً غانماً، ويصادف ذلك اليوم أيضاً يوم عاشوراء، فما أسعده يوماً يعيد التاريخ فيه نفسه، ويعتز فيه الحق وأهل الحق قديمًا وحديثا، {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ}[القصص: ٦٨} [وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [البقرة: ١٠٥].
نعم، إن هذه أول ليلة من ليالي محاضرات الجمعية بعد عودة عميدها إليها من الأقطار الحجازية المباركة، تصحبه سلامة السلام، وترعاه عناية الحق، وتترادف عليه أنوار الحج الأكبر، وينفح من لدنه أريج المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.
وحقّ للجمعية أن تتخذ هذه الليلة عيداً تتبادل فيه آيات التهاني والتبريك، وتظهر معالم الفرح والبهجة، وتنشر أعلام السرور والغبطة، وتشكر مولي النعم على هذه النعمة؛ فإن الأستاذ يتبوأ من الجمعية مكان الرأس من الجسد، والنور من العين، والروح من البدن، وأي سرور يعدل سرور الجسم يعود إليه رأسه، والعين يردّ إليها نورها، والبدن تبعث فيه روحه.! لك اللهم من الحمد ما يفوق كل حمد، ومن الشكر أضعاف كل شكر، سبحانك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
أي وربي! إن الأستاذ الخضر لنفحة من نفحات الحق في هذا العصر، جاد به الجواد على هذا العالم العقيم، فأحيا به من موات الإسلام، وجدّد