هذه شذرات من السيرة النبوية، بيّن فيها الأستاذ حال العرب قبل الإسلام، ونشأته - عليه الصلاة والسلام -، ودلائل نبوته، والقرآن الكريم وإعجازه، وبشارات الرسل بنبينا، ومعجزاته - صلى الله عليه وسلم -، وعموم رسالته، ودوام شريعته، وختم النبوة به، وخلقه وآدابه، واجتهاده في عبادة ربه، ثم ختمها بفصل في أثر دعوته في إصلاح العالم. وقد ذكر في طليعة الرسالة ما دعاه إلى تأليفها بقول:"ما أراه في تلك الصحف- صحف الطاعنين في الإسلام - من زور وبهتان، ثم ما أذاعته الصحف من قصص محاولة تلك الطائفة لتنصير بعض الفتيان والفتيات".
٣ - "آداب الحرب في الإسلام":
وهذه الرسالة جمعت فصولاً في نظام الحرب وآدابه في الإسلام، بينت منشأها، والاستعداد لها، والتدريب عليها، وإعلانها، والشعار فيها، وتعهد الجند بالموعظة. ومن محاسن ما جاء فيها أيضاً: أثر الاستقامة في الحرب، والشورى فيها، والرِّفق بالجند، ومجاملة رسل العدو، وعدم التعرض لهم بأذى، وتجنب قتل من لا يقاتل، وحسن معاملة الأسرى، وختمها بأبواب منها:(عقد الصلح) إذا جنح له العدو. من تدبر هذه الرسالة النافعة علم أن الحرب في الإسلام ليست للقهر والاستعباد، بل لدفع الاعتداء والظلم، ونشر لواء الحق والعدل، وقد كان الخلفاء العظام يوصون قوادهم بأن لا يقطعوا شجراً، ولا يفسدوا ثمراً، ولا يقتلوا شيخاً ولا امرأة ولا طفلاً، ولا يُجهِزوا على جريح، ولا يعتدوا على من كف عن الحرب، وأين منها الحروب التي تستخدم أفتك الآلات الحديثة لتدمير المدن، وتعذيب أهلها الآمنين؟!.