- يوجد في تونس أدباء لهم كتاباتهم ومؤلفاتهم. ولكنهم لا يبلغون مبلغ الأدباء في مصر، لا من ناحية العدد، ولا من ناحية الآثار وقيمتها، ولقد أخرجت مصر للناس شاعراً عظيماً نابغة؛ كالمرحوم أحمد شوقي، ولم تكتب الأقدار مثل هذا لتونس، وإن كان يوجد في تونس شعراء متوسطون، وهم -مهما اعتزوا بآثارهم- يرون في مصر الوجهة التي يتجهون إليها مقتدين ومقدرين.
ولقد كان في تونس شاعر ينتظره مجد عظيم لو طال به الأجل، وهو المرحوم أبو القاسم الشابي، ولكن الموت عاجله، فرحل عن الدنيا وهو في ريعان شبابه ..
والصحافة في تونس محدودة النشاط، وهي متواضعة في مظهرها ومخبرها.
ولا عجب، فتونس اليوم دولة ناشئة، ولم يمض عليها عهد بعد تخلصها من ظلمات المحتلين وظلمهم، والمنتظر أن تسير الحياة الأدبية قدماً نحو القوة والاتساع ما دامت تونس تسير في طريق القوة والبناء ..
وخرجت من حضرة الشيخ الأكبر، ولا يزال يستولي على تفكيري هذا الهدوء الذي يحيط به، وهذا الاعتكاف في محراب من محاريب البحث العلمي والتأمل العميق -رحمه الله-.