للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دمشق، قد احتضنته تلك المدينة العظيمة، وكان له شأن كبير فيها، حيث انصرف إلى التوجه الديني فقط، في حلقات للتعليم والتوجيه تكاد تكون يومية، وقد زود المكتبة العربية بآثار هامة، ما زال يتلقفها القارئ العربي بشوق، ومن مؤلفاته: "المعجم المدرسي" الذي قضى في تحضيره سنوات، و"المعجم في النحو والصرف"، و"دروس الوعظ والإرشاد"، و"الدين والقرآن"، و"المعجم في الكلمات القرآنية"، و"الأربعون الميدانية" في الحديث. وثمة رسائل صغيرة أخرى؛ كمولد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورسالة في الدين الإسلامي، ورسالة عن الأحاديث الواردة في رمضان، وغيرها.

ولسيدي الوالد شغف كبير بتونس، حيث ولد فيها، وقد بلغ هذا الشغف أنه كثيراً ما يحتفل بأبناء تونس الزائرين لدمشق، والذين يتميزون باللباس الخاص بهم، ويدعوهم إلى الدار دون معرفة سابقة، كل ذلك محبة في ذلك البلد.

ولا أعتقد أن هناك مواطناً تونسياً، سواء كان من الرسميين الذين زاروا دمشق ضمن وفود حكومية، أو من غيرهم، لم يجتمع بالوالد، إلا القليل -فيما أظن-، وستكون آثاره قريباً في المكتبات التونسية.

والواقع أنه يصعب علي الإفاضة بالحديث عن سيدي الوالد، وأترك هذا لمن عرفه من التونسيين؛ لتكون الصورة أوضح بتفاصيلها ووثائقها.

ومن المعروف أن الشيخ محمد الخضر حسين عبقرية إسلامية فذة، قلما يجود بها الزمان، وإن كانت ولادته في "نفطة" من الجنوب التونسي، فإن ميدان نضاله اتسع حتى شمل العالم الإسلامي.

وفي مثل هذه العجالة لا يمكن حتى الإيجاز عن حياة عظيم من عظماء