الإسلام في القرن العشرين، وإن آثاره أفضل سبيل لمعرفة هذا العظيم.
لقد ولد الشيخ الخضر في بلدة "نفطة" عام ١٨٧٤ م من أسرة علم وصلاح وتقوى يتصل نسبها بالرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم -. وقد انتقل إلى العاصمة تونس مع والده حيث التحق بالجامع الزيتوني، وحصل على شهادة التطويع، ومنذ مطلع حياته بدأ الكتابة وقرض الشعر، وأصدر مجلة "السعادة العظمى"، وتولى القضاء في مدينة "بنزرت". وقام بالتدريس في جامع الزيتونة، والمدرسة الصادقية.
ارتحل مع عائلته إلى الشرق، فأقام مدة في دمشق، وغادرها إلى القاهرة؛ حيث استقر هناك بقية حياته مناضلاً مكافحاً في شتى الميادين السياسية والدينية.
وترأس تحرير مجلة "نور الإسلام"، وعين مدرساً في كلية أصول الدين - إحدى الكليات الأزهرية -، ثم أستاذاً في التخصص، وأنشأ جمعية "الهداية الإسلامية"، وأصدر مجلة تحمل نفس الاسم، وعين عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، وعضواً في المجمع اللغوي بالقاهرة، وقدم رسالة "القياس في اللغة العربية" التي نال بها عضوية هيئة كبار العلماء، وفي الميدان السياسي قام بتشكيل عدة جبهات للدفاع عن المغرب العربي، ومن أبرزها:(جبهة الدفاع عن أفريقية الشمالية) التي كان لها دور كبير في التمهيد لاستقلال المغرب العربي.
وقد اختير عام ١٩٥٢ م إماماً لمشيخة الأزهر، فكان الأزهر في عهده مزدهراً، وتوفي عام ١٩٥٨ ودفن -بناء على وصية منه- مع صديقه المرحوم العلامة أحمد تيمور باشا في المقبرة التيمورية في القاهرة.
وأنهى الأستاذ علي الرّضا الحسيني حديثه معنا بقوله: وإني - في هذا