للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأستاذ الشملي إلى ذلك في تقديمه الكتاب بقوله (١):

"نذكر جميعاً هذا الرجل، فنكاد لا نتصوره إلا رمزاً غَامضاً، يعرف الواحد من أمره ما لا يعرفه الآخر، هذا يكبره ولا دليل، وذاك يستنقصه ولا حجة، والرجل الرشيد يقتصد في الحكم فيتوقف. أما الآن فقد تجلّت لنا عن حياة الرجل وأفعاله ومواقفه وآثاره صورة إلا تكن واضحة وضوحاً، فهي غير غامضة على كل حال، وإلا تكن مقنعة إقناعاً، فهي سبيل إلى اليقين ... ".

وقد خصص السيد محمد مواعدة القسم الأول من بحثه لدراسة حياة الرجل في أطوارٍ لها ثلاثة، موزعاً لدراسته على أبواب وفصول.

أما الطور الأول: فيتعلق بحياة محمد الخضر حسين بالبلاد التونسية؛ أي: مرحلة السنوات التي قضاها في تونس منذ ولادته ببلدة "نفطة" إلى تعلّمه ثم تعليمه، وهي (فترة التعليم والتكوين)، وتمتد من سنة ١٨٧٣ - سنة ولادته (٢) - إلى سنة ١٩١٢، وهي السنة التي غادر فيها البلاد التونسية نهائياً إلى الشرق.

وأهم ما يجدر ذكره أن الرجل قضى سنوات طفولته بمسقط رأسه بالجنوب التونسي حتى الثالثة عشرة من عمره، ثم انتقلت عائلته إلى تونس العاصمة (٣) حيث واصل تعلّمه الابتدائي، وقد كان شرع فيه عندما كان بـ "نفطة"، ثم التحق بجامع الزيتونة (٤) للمزيد من التعمّق في العلم والتبحر فيه.


(١) انظر بالخصوص: (ص ٦ - ٨).
(٢) يوم ٢٦ رجب ١٢٩٣/ ٢١ جويلية ١٨٧٣ م - انظر: (ص ٢١).
(٣) في أواخر سنة ١٣٠٦ هـ / ١٨٨٦ م - انظر: (ص ٢٨).
(٤) سنة ١٣٠٧ هـ / ١٨٨٧ م.