للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القديم الذي أسسه عبد العزيز الثعالبي سنة ١٩٢٠ م.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة من حياته، فهي تشمل السنوات التي قضاها في مصر حيث استقر نهائياً، وتمتد من سنة ١٩٢٠ إلى وفاته سنة ١٩٥٨ م، وقد سماها صاحب الكتاب بمرحلة (المجد الثقافي)؛ لأنها الفترة التي أظهر فيها قيمته الثقافية، وبرزت فيها مكانته، وتقلد أثناءها مناصب علمية عالية كدت غزارة علمه، وعمق شخصيته، ومن أهم هذه المناصب: إشرافه بمصر على مشيخة جامع الأزهر (١).

واعتمد السيد مواعدة -كما نلاحظ مما سبق- في هذا التقسيم لحياة الرجل، الإطار التاريخي والجغرافي، متبعاً في ذلك طريقة كل الذين كتبوا عن حياة الخضر حسين، الذي درج هو نفسه على نفس النسق عند حديثه عن أطوار حياته بمناسبة حفل التكريم الذي أقامه له أحد تلامذته الدكتور عبد الوهاب المالكي عند زيارته دمشق سنة ١٩٣٧ م (٢).

وفيما يتعلق بآثار محمد الخضر حسين، فقد قدمها السيد مواعدة مع التعريف الموجز بمحتواها وقيمتها، ساعياً إلى تحليلها باقتضاب، مبيناً غزارتها وشمولها لميادين كثيرة من المعارف، ولا سيما الدين والأدب واللغة والسياسة، ومن الملاحظ أن هذه الآثار مرتبة في ثلاثة أبواب:

أ - الباب الأول: وهو يشمل المحاضرات المنشورة، والمقالات المجموعة في كتب، وأهم المواضيع التي تناولتها: الإصلاح في الإسلام،


(١) من سنة ١٩٥٢ إلى سنة ١٩٥٤ م.
(٢) انظر: (ص ١٩)، والمرجع التالي: "الهداية الإسلامية" (١٠ - ج ٥ ص ٢٥٧) الملحق: "حديث عن رحلتي إلى دمشق"، (ص ٣٣٦).