أعيان علماء تونس، ثم انتقل إلى دمشق مع أخيه الشيخ الخضر.
ودرّس اللغة العربية في مدرسة السلطاني العربي، وبقي في دمشق، ولم يغادرها مع أخيه، وعندما أُنشئت الجامعة السورية، التحق بكلية الآداب، ونال شهادة الآداب العليا. ثم درّس في مدارس دمشق الرسمية الابتدائية، ثم الثانوية، ثم دور المعلمين، حتى أُحيل على التقاعد عام ١٩٥٠ م، بعد أن تخرج على يديه آلاف من التلاميذ الدمشقيين.
وكان أستاذي في (مدرسة البحصة) الابتدائية، يعلّمنا النحو والعربية. وكان التلاميذ يحبّونه؛ للطف كان فيه، ودُعابة. وألف مؤلفات مفيدة منها:"المعجم المدرسي"، و"المعجم في النحو والصرف"، وهو جيد، و"المعجم في القرآن"(١)، و"الدين والقرآن"، و"الأربعون الميدانية" في الحديث، وغير ذلك.
وكانت داره في حي الميدان مجمعَ الأفاضل، وكانت له دروس عامة يلقيها، ويجتمع فيها الكثيرون، ويفيدون منها. وكان في منتهى الذكاء، يخاطب كُلّاً على قدر عقله وفهمه، وكان لطيف المعشر، خفيف الظل، مع صلاح ووقار، وتوفي -رحمه الله- سنة ١٩٧٧ م، جاءنا خبر وفاته إلى بيروت.
أيها السادة!
هؤلاء أنموذجات من علماء تونس الذين انطلقوا منها، ومن الزيتونة، فملؤوا دمشق والبلاد الإسلامية الأخرى بعلمهم، وقد تعمّدت ذكرهم؛ لأنهم أسهموا في ازدهار الثقافة الإسلامية في دمشق. ولي -ونحن في مطلع