"ديوانه"(ص ٧٣) قصيدة نظمها في هذه الحقبة، انطوت على روح الدعوة التي أنشأ هذه المجلة للقيام بها.
وفي سنة ١٣٢٤ هـ تولى قضاء مدينة "بنزرت" ومنطقتها. وفي مساء ١٧ ربيع الآخر من تلك السنة ألقى محاضرة عنوانها:(الحرية في الإسلام) في نادي قدماء خريجي المدرسة الصادقية بلغت ٦٤ صفحة، ودلت على نزعته المبكرة إلى الحرية، وفهمه السليم لرسالة الإسلام من هذه الناحية، ولم تطل مدة ولايته القضاء؛ لأن الجمع بينه وبين انطلاقه الفكري في بلد محتل بالاستعمار الملعون كان محاولة للجمع بين الضدين، لذلك رأيناه في سنة ١٣٣٧ هـ عاد مدرساً في جامع الزيتونة، ولعله فارق القضاء قبل تدريسه في الزيتونة، فتولى التدريس قبل ذلك في المدرسة الصادقية حيث كانت المدرسة الصادقية هي الوحيدة في كامل الوطن التونسي، وفي مساء السبت ١١ شوال سنة ١٣٢٧ هـ ألقى في نادي الجمعية الخلدونية بتونس العاصمة محاضرة عنوانها:(حياة اللغة العربية) تحدث فيها عن أطوار هذه اللغة، وفصاحة مفرداتها، وحكمة تراكيبها، وتعدد أساليبها، وما تفردت به من إعجاز وبدائع التشبيه، وارتقاء مستوى اللغة بارتقاء التمدن العربي، وتحدث عن العامية والعربية الفصحى، وفي "ديوانه"(ص ٢٣) قصيدة نظمها سنة ١٣٢٨ هـ بعد ولايته القضاء والتدريس يوجه بها أنظار القائمين على جامع الزيتونة إلى ضرورة العناية بتدريس الإنشاء، وتمرين الزيتونيين عليه؛ ليكون للوطن من علماء هذا المعهد الإسلامي كتّاب بارعون، يؤدون مهمة الدعوة، ويقودون الأمة إلى أهدافها.
وفي تلك السنة، مرت بتونس بعثة الهلال الأحمر العثماني قاصدة طرابلس الغرب بعد حملة البغي الإيطالي عليها، فنظم قصيدة يدعو فيها إلى معونة