في تونس باللغة العربية، وإن سبقتها في الظهور مجلات أخرى باللغة الفرنسية؛ مثل:"المجلة التونسية" منذ سنة ١٨٨٥، وإن سبقتها كذلك التقاويم السنوية التي صدرت في تونس مطبوعة باللغة العربية منذ ١٨٨١. وتعتبر مجلة "السعادة العظمى" امتداداً للكتاب؛ إذ أن صفحات مختلف أعداد المجلة متتابعة يمكن جمعها في كتاب، ولم تصل بعد في شكلها إلى مرحلة متطورة من الإخراج، إذ أنها لا تحتوي على رسوم أو صور، ولا تبرز بإخراج يميزها عن الكتب.
وبعد هذه التجربة الإعلامية الرائدة، انصرف محمد الخضر بن الحسين عن المهنة الصحفية، وإن واصل بعد ذلك مساهماته الصحفية، فإنه لم يتفرغ لهذا الميدان؛ فقد دعي الخضر بن الحسين إلى مباشرة القضاء في "بنزرت" سنتي ١٩٠٥ و ١٩٠٦، ثم إلى التدريس في الزيتونة، وشقّ طريقه بصعوبة في هذه المؤسسة التعليمية، كما زاول التدريس في (الصادقية).
وبدأ الخضر بن الحسين أسفاره للخارج بداية من سنة ١٩١١ بعد تعرضه للمضايقات، واستقال من الزيتونة عام ١٩١٢ م؛ ليتجول بين بلدان المشرق والغرب، وليدافع عن القضية التونسية والجزائرية في "برلين" خلال الحرب العالمية الأولى إلى جانب صالح الشريف، ومحمد باش حانبة.
واستقر بالشيخ الخضر بن الحسين المطاف بمصر، حيث قرر الإقامة، فتحصل على الجنسية المصرية، وزاول التدريس في جامع الأزهر إلى أن تولى رئاسة مشيخة الجامعات الأزهرية الشهيرة سنة ١٩٥٢. وفي مصر أيضاً كان للشيخ الخضر بن الحسين نشاط إعلامي؛ إذ تولى رئاسة تحرير المجلة الإسلامية التي تصدرها مشيخة الأزهر بعنوان "نور الإسلام"، كما تولى رئاسة (جمعية الهداية الإسلامية)، وأشرف على إصدار مجلة هذه الجمعية التي تحمل عنوان