ونشير إلى أن الشيخ الخضر كان قد قام برحلتين إلى الجزائر سنة ١٩٥٣، وسنة ١٩٠٤، زار فيها الأهل والأقارب، والتقى خلالها بعدد كبير من العلماء الأجلاء خاصة في "سوق أهراس"، و"عين البيضاء"، و"قسنطينة"، و"باتنة"، والجزائر العاصمة، كما سجل ذلك في كتاباته.
وربما يكون الشيخ الخضر قد قام بأكثر من رحلتين إلى الجزائر، خاصة عندما كان صغيراً، ويقيم في منطقة الجريد، ولا تفصله مسافة بعيدة من "طولقة". كما أن رحلاته من مصر إلى سورية كانت أكثر مما سجل وعرف عنها، فقد زار دمشق سنة ١٩٥٢، وزارها كذلك سنة ١٩٥٥، وتدخل كل تلك الرحلات في إطار خاص، ألا وهو زيارة الأهل والأقارب، سواء إلى "طولقة" لزيارة الأهل والأقارب، أو إلى "دمشق" لرؤية أخيه الشيخ زين العابدين وعائلته.
لقد اشتهر الشيخ الخضر بن الحسين خلال تواجده بتونس، وفي مطلع القرن العشرين، اشتهر بنشاطه الجم في مجالات الإصلاح الديني والاجتماعي، والدعوة إلى يقظة الشباب، وتكتلهم وتشجيعهم على الأخص بمختلف العلوم الحديثة، وممارسة فن الخطابة، والجرأة على قول الحق ومواجهة الصعاب .. اشتهر عنه هذا، إلا أن جانب الخوض في الصراعات السياسية ظل غير واضح إلى حد الآن؛ بسبب ما كان يتصف به الشيخ الخضر من هدوء ووقار، ومن تركيز على الجوانب الدينية الإصلاحية، والبحوث اللغوية والأدبية، غير أن هذا السلوك الظاهري لا ينبغي أن يكون الشيخ الخضر قد قام بأنشطة سياسية كثيرة، ولكن باشكال وصور خفية ومتسترة، نتأكد من ذلك فيما كان يتمتع به من حساسية ووعي ووطنية صادقة .. ومن رفضه عضوية المحكمة التونسية الفرنسية، ومن مشاركته الفعالة للتنديد بالحملة الاستعمارية الإيطالية