الوزراء الذي زاره في منزله، وعرض عليه المهمة. ويعد تسييره لشؤون جامع الأزهر مدة سنتين، قدم استقالته؛ نظراً لكبر سنه، واعتلال صحته، وقد جاوز عمره الثمانين، وقد أمضى في التدريس بالأزهر أكثر من عشرين سنة، وأمضى عمره كله في الكد والجهد، والبحث والتنقيب، والحل والترحال، والكتابة والتأليف، بحيث لم يمض يوم واحد من عمره إلا وكان له فيه إبداع أو شعاع.
وفي يوم الأحد ١٣ رجب ١٣٧٧ هـ انتقل الشيخ محمد الخضر بن الحسين إلى جوار ربه عن سن يناهز الخامسة والثمانين سنة أمضاها جهاداً في سبيل الإسلام والعلم، فرحمه الله، وطيب ثراه. وقد دفن بالقاهرة في مقبرة آل تيمور بوصية منه إلى جوار صديقه الأستاذ أحمد تيمور باشا الذي كان يكنّ له كل الود والتقدير والوفاء.
وبعد:
هل تراني قد قدمت صورة واضحة عن حياة الشيخ الخضر بن الحسين .. ؟ لا أعتقد ذلك .. ومهما فعل الكاتب مثلي لا يستطيع أن يلم بجوانب حياة حافلة بالمآثر لأكثر من نصف قرن، ولرجل كرّس كل أيامه للجهاد والاجتهاد في مختلف ميادين البلاغة والأدب، وأصول الشريعة، والذود عن الإسلام وعن الوطن بالكلمة والقلم، وبالحجة والحق، وبالشجاعة والصراحة، وبكل ما أوتي من قوة في الفكر والروح والبدن.
وقد ترك -رحمه الله- آثاراً كثيرة مطبوعة، أذكر منها الكتب التالية:"أسرار التنزيل"، "بلاغة القرآن"، "محمد رسول وخاتم النبيين"، "رسائل الإصلاح"، "الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان"، "محاضرات إسلامية"،