التفسير، والشيخ سالم بوحاجب، وكان يدرّس "صحيح البخاري".
ثم رحل إلى الشرق سنة ١٣١٧ هـ ولكنه لم يبلغ طرابلس حتى اضطر إلى الرجوع بعد أن أقام بها أياماً، فلازم جامع الزيتونة، يقيد ويستفيد إلى سنة ١٣٢١ هـ فأنشأ فيها مجلة "السعادة العظمى"، ولقي في سبيل بثّ رأيه الإصلاحي ما يلقاه كل من سلك هذا السبيل.
وفي سنة ١٣٢٣ هـ ولّي القضاء بمدينة "بنزرت"، والتدريس والخطابة بجامعها الكبير. ثم استقال ورجع إلى القاعدة التونسية، وتطوع للتدريس بجامع الزيتونة، ثم أحيل إليه تنظم خزائن الكتب بالجامع المذكور. وفي سنة ١٣٢٥ هـ اشترك في تأسيس جمعية زيتونية، وفي هذه المدة جعل من المدرسين المعينين بالجامع.
وفي سنة ١٣٢٦ هـ جعل مدرساً بالصادقية، وكلف بالخطابة بالخلدونية. ولما قامت الحرب الطرابلسية بين الطليان والعثمانيين، كان من أعظم الدعاة لإعانة الدولة. ونشر بجريدة "الزاهرة" قصيدته التي مطلعها:
ردوا على مجدنا الذكر الذي ذهبا ... يكفي مضاجعنا نوم دهى حقبا
ثم رحل إلى الجزائر، فزار أمهات مدنها، وألقى بها الدروس المفيدة. ثم عاد إلى تونس، وعاود دروسه في جامع الزيتونة، ونشر المقالات العلمية والأدبية في الصحف.
وفي سنة ١٣٣٠ هـ سافر إلى دمشق ماراً بمصر، ثم سافر إلى القسطنطينية، فدخلها يوم إعلان حرب البلقان، فاختلط بأهلها، وزار مكاتبها، ثم لما عاد إلى تونس في ذي الحجة من هذه السنة، نشر رحلته المفيدة عنها، وعن الحالة الاجتماعية بها ببعض الصحف.