ولما تأسس المجمع اللغوي بالقاهرة بمرسوم من الملك أحمد فؤاد، وصدر عنه مرسوم ثان في العام الموالي في (١٦ جمادى الثانية ١٣٥٢ هـ / ١٦ أكتوبر ١٩٣٣ م) تم بموجبه تسمية الأعضاء العاملين بالمجمع، وكان من بينهم المترجم له.
وفي يوم (الأحد ٢٥ ربيع الثاني سنة ١٣٥٦ هـ / ٤ جويليه ١٩٣٧ م) سافر إلى دمشق، فأقام بها شهرين، ثم عاد إلى القاهرة يوم الاثنين غرة رجب/ ٨ ديسمبر، واتصل فيها بأصدقائه من العلماء والأدباء الذين رحبوا بقدومه، وأقاموا له حفلات التكريم، وألقى محاضرة في قاعة المحاضرات بالمجمع العلمي عنوانها:(أثر الرحلة في الحياة العلمية والأدبية).
ولم يترك الاهتمام بقضايا المغرب العربي، فأسس بعد الحرب العالمية الثانية (جبهة الدفاع عن شمال أفريقيا) التي قامت بعدة أعمال لفائدة المغرب العربي، وكان من بين أعضائها: الزعيم الحبيب بورقيبة عند هجرته إلى مصر، ومحيي الدين القليبي عند زيارته الأولى لمصر.
وقدم المساعدة اللازمة للمجاهد الأكبر الأستاذ الحبيب بورقيبة عند قدومه إلى مصر في مارس ١٩٤٦ الذي أوقفته السُّلَط المصرية للتثبت من هويته قبل دخوله القاهرة، وزار الزعيم المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي في السفينة الراسية في ميناء السويس.
وعندما قامت الثورة المصرية سمي شيخاً للجامع الأزهر في يوم الأربعاء (٢٧ ذي الحجة سنة ١٣٧١ هـ / ٧ سبتمبر ١٩٥٢ م)، وكان قد أحيل على التقاعد منذ سنة ١٩٥٠، ولما نحي اللواء محمد نجيب عن الحكم، ونفي إلى مكان مجهول في ٢٠ أوت ١٩٥٣، وكثرت أمراضه الجسمية، وهزلت صحته؛