إلغائها في تركيا، وكأن علي عبد الرازق يرد عليه من طرف خفي، والحقيقة أن ما تضمنه الكتاب من آراء لا يوافق عليها أي عالم مسلم، فالرد عليه هو بيان لوجه الحق، وتبديد الشبهات، وإرضاء الضمير، لا خدمة لركاب أحمد فؤاد أو غيره من الأشخاص أو المؤسسات.
فلم تكد تهدأ العاصفة التي أثارها هذا الكتاب، حتى أصدر الدكتور طه حسين سنة ١٩٢٦ كتابه في "الشعر الجاهلي" الذي أثار حملة من النقود والردودة لأنه زعم أنه يطبق منهج ديكارت على الشعر الجاهلي، وتطرق إلى إنكار نزول إبراهيم بالحجاز، فهو تكذيب صريح للقرآن؛ مما زاد اشتداد الحملة عليه، وكان من بين الذين تولوا الرد عليه المترجَم له في كتابه "نقض كتاب في: الشعر الجاهلي" ويهذين الكتابين حاز شهرة في الأوساط الأدبية والعلمية، ومنح الجنسية المصرية، واجتاز امتحان شهادة العالمية في الأزهر بتفوق؛ لأن الأزهر لا يعترف بالشهادات الزيتونية، والزيتونة لا تعترف بشهادات الأزهر، وبموجب إحرازه على شهادة العالمية صار من مدرسي الأزهر في معاهده الثانوية، ولما تولى مشيخة الأزهر الشيخ محمد مصطفى المراغي سعى إلى تسمية المترجم أستاذاً في كليات الأزهر، وفي عام ١٩٥٠ طلب قبوله عضواً في هيئة كبار العلماء، ومن شروط القبول تقديم بحث علمي ممتاز، فقدم بحثاً مطولاً عن "القياس في اللغة العربية"، فقبل بالإجماع. وواصل نشاطه في ميدان الدعوة الإسلامية، فأسس جمعية (الهداية الإسلامية) في (١٣ رجب سنة ١٣٤٦ هـ / ١٦ جانفي ١٩٢٨ م) لخدمة مبادئ الدين الإسلامي وأصوله، وتولى رئاسة هذه الجمعية، وإدارة مجلتها، والتحرير فيها، كما تولى رئاسة تحرير مجلة "نور الاسلام", ومجلة "الأزهر"،