برلين وإستانبول إلى أواخر الحرب العالمية الأولى، حيث أقام ببرلين مرة أخرى قرابة سبعة أشهر، ثم عاد إلى إستانبول التي سقطت بأيدي الحلفاء، فقرر العودة إلى دمشق التي أصبحت عاصمة الأمير فيصل بن الحسين، وما كاد يستقر في دمشق حتى سمي مدرساً في ثلاثة معاهد، وهي: المدرسة العثمانية، والمدرسة العسكرية، والمدرسة السلطانية، وعيّن عضواً عاملاً في إحدى لجان المجمع العلمي العربي بدمشق على أثر جلسته المنعقدة في ٣٠ جويليه ١٩١٩. وفي منتصف عام ١٩٢٠ احتل الجيش الفرنسي دمشق، فبارحها، وصار عضواً مراسلاً للمجمع العلمي، واحتفظ بهذه العضوية إلى آخر أيام حياته، وأصدرت عليه فرنسا حكماً بالإعدام غيابياً أثناء مقامه في ألمانيا، قام بتحريض المغاربة -والتونسيين منهم خاصة- على الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، فكان خروجه من دمشق فراراً من تنفيذ حكم الإعدام عليه، وتوجه إلى مصر التي له فيها أصدقاء عرفهم في دمشق وإستانبول وأوربا، وفي القاهرة سمي مصححاً بدار الكتب المصرية، وهي خطة لا تسند إلا لمن تثبت مقدرته العلمية والأدبية واللغوية، وكتب في الصحف والمجلات، وألقى المحاضرات في الجمعيات، والدروس في المساجد.
وفي سنة ١٩٢٣ أسس جمعية (تعاون جاليات شمال إفريقيا)، وهدفها رفع المستوى الثقافي والاجتماعي لتلك الجاليات، وتولى رئاسة هذه الجمعية.
ولما أصدر الشيخ علي عبد الرازق كتابه "الإسلام وأصول الحكم" لم تحل علاقاته بآل عبد الرازق من قولة الصدق، وبيان وجه الحق، والرد على أحد أفرادهم، ومن الهراء زعمُ بعضهم أنه ألف الكتاب خدمة لأغراض ملك مصر أحمد فؤاد الذي كان يسعى لمبايعته بمنصب الخلافة الإسلامية بعد