ومحمد المكي (على اسم خاله)، وزين العابدين. وفي تونس التحق بجامع الزيتونة سنة (١٣٠٧/ ١٨٨٧)، والتقى بالطبقة العالية من علمائه، وأشهرهم خاله الشيخ محمد المكي بن عزوز (ت ١٣٣٣)، والشيخ عمر بن الشيخ (ت ١٣٢٩)، والشيخ محمد النجار (ت ١٣٢٩)، وبه تأثر في الاتجاه المحافظ، والشيخ سالم بو حاجب (ت ١٣٤٣)، وتأثر به في الاتجاه الإصلاحي. والشيخ مصطفى رضوان، والشيخ إسماعيل الصفايحي. وقد بقيت صلته بشيوخه هؤلاء حتى سفره إلى المشرق.
واصل الشيخ دراسته في الزيتونة باهتمام، حتى حصل على شهادة التطويع منه سنة ١٣١٦، وكان قبل انتهاء دراسته طُلب للمشاركة في بعض القضايا العلمية، فأبى.
ثم حاول القيام برحلة إلى الشرق عن طريق ليبيا، فخرج سنة ١٣١٧، لكنه لم يجاوز حدود مدينة طرابلس، فرجع إلى تونس. وبعد سنوات قام بزيارة إلى الجزائر دفعه إليها الصلة بين أصله الجزائري، وميله إلى الرحلة للعلم، فوصلها سنة ١٣٢١. ثم قام برحلة إليها ثانية في السنة التالية. وهناك تعرف على عدد كبير من الشيوخ؛ كالشيخ محمد بن شنب، والشيخ عبد القادر المجاوي. وفي هذه المدة أصدر مجلة "السعادة العظمى"، التي توقفت سنة (١٣٢٣ هـ / ١٩٠٥ م).
تولى إثر ذلك القضاء في "بنزرت" بتأثير من الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، وبقي فيه أشهراً قليلة، قدّم بعدها استقالته، ورجع إلى بلده تونس سنة ١٣٢٤؛ ليباشر التدريس بجامع الزيتونة، إضافة إلى عمله فيه بتنظيم المكتبة.