وفي سنة ١٣٢٦ عيّن مدرساً بالصادقية، وكلف بالخطابة في جامع الخلدونية.
ولما قامت الحرب بين الطليان والدولة العثمانية، كان من أعظم الدعاة للوقوف في وجه العدو، ونشر في جريدته ما يحمّس ضدّ الاحتلال الإيطالي.
رغب بالرحلة إلى الشرق، واشتاق إليه إثر انتقال إخوته الثلاثة إلى دمشق، واستقرارهم بها، فرحل سنة ١٣٣٠ قاصداً بلاد الشام. واستغرقت رحلته أربعة أشهر وستة أيام، زار خلالها جزيرة مالطة، والإسكندرية، ثم القاهرة، واجتمع فيها بكبار العلماء، وألقى درساً في الأزهر، ثم بورسعيد، ويافا، وحيفا، ودخل دمشق أول رمضان سنة (١٣٣٠/ ٣١ تموز ١٩١٢)، وفيها التقي بإخوته، واستقبله علماء دمشق ووجهاؤها استقبالاً حاراً، وألقى دروساً في الجامع الأموي، وبقي فيها شهر رمضان جممله. وزار خلال ذلك المؤسسات الثقافية، ثم غادرها في ٢ شوال، وقصد بيروت، فالتقى فيها ببعض رجالات الفكر؛ كالسيد شفيق المؤيد. ومنها سافر إلى إستانبول، لزيارة خاله وأستاذه الشيخ محمد المكي بن عزّوز. وبقي في تركيا ما يقارب الشهرين، واتصل بكبار علمائها صحبة خاله. ثم غادرها إلى تونس، حيث وجد قراراً بفصله ينتظره هناك لسبب سياسي، لما قام به من أعمال تمسّ النظام الفرنسي الحاكم بتونس، فواصل على الأثر نشاطه العلمي، والتدريس في نادي جمعية قدماء الصادقية، وغيره، ونشر حديثاً ببعض الصحف عن رحلته.
بعد ذلك رغب بالهجرة إلى الشام، فودع زوجته سنة (١٣٣١/ ١٩١٢)، وقد رفض أهلها أن ترافقه، فحزن على فراقها، وأنشد:
جارتي منذ ضحوة العمر عذراً ... لأخي خطرة نأى عنه بيتك