للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما شكا فيها اغتراباً وإذا ... حدثته النفس بالشكوى نهاها

ثم يقول:

فهنا قامت نوادي فتية ... تبلغ النفسُ بلقياهم مناها

أدب يزهو كزهر عطرٍ ... أرشفته السحبُ من خمر نداها

ملؤوا جلق أنساً فأرى ... ليلها طلقَ المحيا كضحاها

شدّ ما لاقوا خطوباً فانتضوا ... مرهفاتِ العزم طعناً في لَهاها

وعقّب على المحاضرة الشيخ محمد بهجة البيطار، عضو المجمع، فألقى كلمة تحدث فيها عن الشيخ محمد الخضر، وأثنى عليه.

وزار محمد الخضر دمشق مرة أخرى سنة (١٣٦٣/ ١٩٤٣)، فاحتفى به أهلها، وعند وداعه أقاموا له حفلًا ضمّ رجالات النهضة الإصلاحية، وألقى هو قصيدة مطلعها:

ولدتك تبغي في الحياة أنيساً ... يرعى عقولاً أو يقود خميسا

ولربَّ أمٍّ أملت في طفلها ... همم الملوك فقام يحدو العيسا

وعند مغادرته دمشق، وجّه رسالة إلى علمائها وأدبائها، شكر لهم فيها بقوله: "ما أبهج أياماً قضيتها في ربوع دمشق. وما بهجة الأيام إلا أن تلقى وجوهاً باسمة، وأنظارًا سامية، ومعارف زاهرة، وآداباً زاهرة، وغيرة على الكرامة ملتهبة".

فكان حنينه إلى دمشق لا ينقضي، ولا يزال ينشد شعره يتغنى بها دوماً، ومن ذلك قوله يخاطب شقيقه الشيخ زين العابدين، وقد دعاه لزيارة دمشق والتمتع بربيعها: