دعوتَ إلى دمشق وفي فؤادي ... لها شوق أحر من الهجير
تقول: حنا الربيع على رباها ... وحاك طنافسَ الزهر النضير
وهب نسيمها الفياح يُهدي ... إلى أرجائها أزكى عبير
هلم نُعد بها عهداً مليئاً ... بما نهواه من عيش غرير
أثرت بمهجتي ذكرى ليالٍ ... قضيناها بدمر في حبور
وكان الشيخ محمد الخضر متفتحاً للقاء الشخصيات المهمة، يزورها، ويأنس بها، ويودها. وقد زار الأمير محمد عبد الكريم الخطابي (١) عندما رست باخرته بميناء السويس في منتصف ليلة السبت ١١ رجب (١٣٦٦/ ١٩٤٦)، وقال بعد عودته من زيارته:
قلت للشرق وقد قام على ... قدم يعرض أرباب المزايا
أرني طلعة شهم ينتضي ... سيفه العضب ولا يخشى المنايا
(١) زعيم ثورة الريف بالمغرب ضد الاحتلال الإسباني، وقدر جيشه بمئة ألف، وأنشأ جمهورية الريف. وخاف الفرنسيون امتداد الثورة إلى داخل المغرب، فحالفوا الإسبان، وأطبقت عليه الدولتان، فاستسلم مضطراً إلى الفرنسيين في ١٢ ذي القعدة (١٣٤٤/ ١٩٢٥) بعد أن وعدوه بإطلاق سراحه، ولكنهم غدروا به، فنفوه مع أخ له وبعض أقربائهما إلى جزيرة "رينيون" في بحر الهند شرق إفريقية؛ حيث مكثوا عشرين عاماً، ثم صدر الأمر بنقلهم إلى فرنسا سنة (١٣٦٦/ ١٩٤٦)، فلما بلغوا السويس، كان شباب المغاربة قد هيؤوا لهم أسباب النزول من الباخرة، فنزلوا واستقروا في القاهرة، وبها توفي الخطابي بالسكتة القلبية سنة (١٣٨٢/ ١٩٢٦). "الأعلام" (٦/ ٢١٦).