أرنيها إنني من أمة ... تركب الهول ولا ترضى الدنايا
فأراني بطل الريف الذي ... دحر الأعداء فارتدوا خزايا
غضبة حرّاء هزّته لأن ... يقنذ المغرب من أيدي الرزايا
شبّ حرباً لو شددنا أزرها ... لأصابت كل باغ بشظايا
وبعد قيام الثورة في مصر سنة (١٣٧٢/ ١٩٥٢) وقع الاختيار على الشيخ محمد الخضر ليكون شيخاً للأزهر (١)، ولم يُقبل منه اعتذاره بسبب كبر سنه، إذ أشرف على الثمانين، وكان أُحيل على التقاعد سنة (١٣٧٠/ ١٩٥٠). وبعد أن درّس في الأزهر عشرين سنة، وأقنعه وزير الأوقاف بالقبول، فتولى المشيخة حتى شهر جمادى الأولى من عام (١٣٧٣/ ١٩٥٤)، فقرر الاستقالة من المشيخة؛ لهزاله، وتأخر صحته.
عكف بعدئذٍ على كتبه في منزله، وبقي يتابع أعماله العلمية مع أعماله في مجمع اللغة العربية، واجتماعاته في جميعية كبار العلماء، وكتاباته في المجلات، ومجالساته العلمية مع أصدقائه ومحبيه. وبقي على هذه الحال حتى وافاه الأجل.
ترك محمد الخضر مؤلفات عديد: كتباً، وشعراً، ورسائل، ومحاضرات:
أ - المقالات:
- "السعادة العظمى"(مجلة صدر عددها الأول في نيسان ١٩٠٤ بتونس، وأغلب مقالاتها من تحريره، واستمرت حتى كانون الثاني ١٩٠٥).
(١) كانت والدته في حال صغره عند ملاطفتها له تردد الدعاء له بقولها باللهجة الشعبية: "لَخْضَر يا لَخْضَر، تكبر وتُوَلّى شيخ لَزْهَرْ".