ببركة العمر، ويركة الوقت، وبركة الرزق، حتى تنشروا كل آثار الإمام - رضي الله عنه - الذي كان والدنا يحدثنا عنه بإكبار وإعجاب، ما بعدهما إكبار وإعجاب.
هذا، وإن مكتبتي المتواضعة قد اكتملت بهذه الأعلاق النفيسة النادرة، كما أن مكتبة الجامعة قد شرفت باحتوائها هذه الآثار الكريمة الزاهرة.
ولعل ما فاتنا اليوم من آثار الإمام العم والوالد الجليل -طيب الله ثراهما- مما نفد، يستدرك بهمتكم -حفظكم الله-، فأنتم -بلا ريب- غصن هذه الدوحة الباسقة، وخير خلف طاهر لخير سلف زاهر، ولعلكم بعلي همتكم القعساء تجددون مجد الآباء وكنوز الأجداد -إن شاء الله-:
وهل ينبت الخطيَّ إلا وَشيجُه ... وتطلع إلا في منابتها النَّخلُ
أما بعد:
فإني في هذه العجالة لأسجلُ شكري العظيم لهذا الجهد المشكور العظيم، ولا يفوتني أن أنوّه بأن كثيراً من هذه المؤلفات القيمة الخالدة كان من مناهج الجامعة والمعاهد التابعة قبل هذا التواصل الكريم؛ لما وقر في نفوسنا من عذوبة هذه الينابيع وأصالتها وطيبها. فكيف بعد هذا التواصل الذي بدأتم به مشكورين، يوم كنتُ فيه من قبل من المقصرين. وما ذلك عن قلى، بل عن زحمة أعمال تقدرونها، وسيادتكم خير من يعذر.
لهذا كله، فإن أكثر هذه الموضوعات، ستكون -إن شاء الله- من المقررات والمناهج التي يطالب بها الطلبة والباحثون. ويعضها مراجع ومصادر للبحث العلمي، ولا سيما في قسم الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه -إن شاء الله-.