يوم الأحد ٢٥ أفريل نيسان ١٩٤٨ صورة للإمام في صدر صفحتها الأولى قائلة:"زينا صدر جريدتنا بصورة العلامة العبقري، والمصلح الكبير الشيخ محمد الخضر حسين؛ تنويهاً بالمجهود الذي يقوم به لفائدة قضية المغرب العربي ببلاد الكنانة، مع إفادة القراء بأن جمعية شباب الخضر حسين التي مقرها الحاضرة، وتعمل لفائدة المزاولين للتعليم بالكلية الزيتونية، قد عزمت على إصدار نشرة باسمها تحتوي على مباحثات علمية وأدبية نظماً وشعراً، هي الآن تحت الطبع، فنلفت إليها الأنظار".
وصدرت النشرة الأولى، وطبعت بمطبعة الشريف - تونس ١٥ نهج المبزع، في ١٦ صفحة. وقد أثبتناها في الكتاب كاملة، وعلى الشكل الذي صدرت فيه، دون أي تعديل؛ خدمة للتراث.
ولعل تأسيس الجمعية باسم الإمام، ثم صدور نشرة أدبية عنه باسمه، قد أثار حفيظة من لا يريد الخير لتونس، وهو في مركز المسؤول في الدولة، ويكره أن يعتز التونسيون بالعظماء من رجالهم؛ لأنه يريد تاريخ تونس خالياً فارغاً من العباقرة الأفذاذ، فعمد إلى تعطيلها وإلغائها.
وقد اطلعت على مقال في صحيفة "أفريقيا الشمالية" الصادرة بتونس - العدد رقم ٢٤ (يوم الثلاثاء ٥ رمضان ١٣٦٩ هـ - ٢٠ جوان حزيران ١٩٥٠ م) بقلم (ابن "نفطة" المطلع) تحت عنوان: (كيف وقع طعن "نفطة" من بعض أناس يدعون الوطنية)، وهو بحث طويل نقتطف منه ما يلي:
"قبل كل شيء نلفت أنظار المعتدين على كرامة مدينة "نفطة" وعظمائها وأهاليها بصفة عامة، بأن هذه المدينة مدينة عريقة في المجد، وكانت في القديم تسمى:(الكوفة الصغرى)؛ كناية عن انتشار العلم بها، كثرة علمائها ومفكريها.