للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال في محاورة بعض الأدباء الذين كانت المجالس العسكرية تلقي عليهم القبض بين الفترة والأخرى مدة الحرب وولاية جمال باشا الحكم في القطر السوري:

رأى صاحبي في الحبس أن الحياة في الـ ... ـحضارة أرقى ما يتم به الأنسُ

فقلت له: فضلُ البداوة راجحٌ ... ويكفيك أن البدو ليس به حبسُ

قلت: إن الأستاذ أطلق سراحه سنة ١٣٣٥، فرجع إلى التدريس بالمدرسة العثمانية، ثم نظم مسامرات علمية ودينية عالية، يلقيها على بعض طلبته المنتهين، واستمر على ذلك إلى أن استدعاه المركز سنة ١٣٣٦ منشئاً عربياً بالوزارة الحربية، فلعب دوراً مهماً في ترويج سياسة الحكومة، كما عينته المشيخة الإِسلامية واعظاً بجامع الفاتح، فبقي في وظائفه إلى سنة ١٣٣٧ التي جاءت فيها ارتباكات الآستانة، فبارحها الأستاذ عائداً إلى دمشق. فمن أدبياته في الموضوع قوله:

أنا كأس الكريم والأرض نادٍ ... والمطايا تطوف بي كالسقاة

ربَّ كأس هوت إلى الأرض صدعاً ... بين كف تديرها واللهاة

فاسمحي يا حياة بي لبخيل ... جفنُ ساقيه طافحٌ بالسبات

وقال

كأني دينار ودمشق راحة ... تعودت الإنفاقَ طول حياتها

فكم سمحت بي للنوى عقبَ النوى ... ولم أقض حق الإنس بين سراتها

وما كاد يصل دمشق عاصمة الأمويين، حتى عين عضواً بالمجمع العلمي العربي، ومدرساً بكل من المدرسة العثمانية والمدرسة العسكرية والمدرسة