السلطانية، إلا أنه عزم على الذهاب إلى محور النهضة العربية اليوم، فلم يباشر وظائفه تلك، وقصد مصر بلاد الفراعنة، حيث يعرف الشعب قيمة الحرية والاستقلال، ومكانة اللغة من تكوّن الشعب ومستقبله.
وهناك في بلاد النيل، ولي التصحيح بدار الكتب المصرية، ثم صرح له جلالة ملك مصر في دخول شهادة العالمية، التي ما كاد يحرزها حتى انتدب للتدريس بقسم التخصص.
ثم في سنة ١٣٤٧ هـ أضيف لدرس البلاغة الذي كان يلقيه لطالبي التخصص درسان آخران، أحدهما في الوعظ والإرشاد، والثاني في التاريخ، وهو مع ذلك لا ينقطع عن إلقاء المسامرات العلمية والاجتماعية المؤيدة بروح الدين، ومع ذلك فهو العضو النشيط في جمعيتي (الشبان المسلمين) و (الهداية الإِسلامية)، ولهاته الأخيرة مجلة يتولى رئاسة تحريرها.
* أدبه:
يذهب الأستاذ في أدبه مذهب الحقيقة والواقع، فأدبه غني بالحكمة، وغني بالوصف الدقيق، والبعيدِ عن كل شعوذة وكل خيال.
ولا غرو، فإن كثرة تنقلات الأستاذ، ووفرة محصوله العقلي، وسعة معلوماته واختباراته، لكفيلة بأن تغريه بذلك المذهب الذي لا تغويه عن العظة والفائدة غاوية، وهو على بينة من حقيقتها تلك، فيصفها:
أقول فلا أرتاد غير خصيب ... وأنظم لكن لا أطيل نسيبي
أجدّ وإن رام النديم دعابة ... فلم ترَ غيرَ الجد عينُ رقيبي
* ديباجته:
ومع أن تعلم الأستاذ كان زيتونياً بحتاً (نسبة لجامع الزيتونة)، ومع أن