وتم للشيخ ما أراد، ووافق الأزهرُ على أن يتقدم الشيخ محمد الخضر لامتحان العالمية، وتشكلت لجنة من قُساة الممتحِنين، ليؤدي امتحانه أمامها، وبهر الرجلُ الممتحنين بغزارة علمه، وفاض عليهم بما وهبه الله من معرفة.
ونال الشيخ شهادة العالمية من الأزهر، ونص في القرار على أن اللجنة "امتحنت الشيخ محمد الخضر، فوجدته بحراً لا ساحل له. . . ".
ثم عُين مدرساً بتخصص كلية أصول الدين، ورئيساً لتحرير مجلة "نور الإِسلام""وهي مجلة الأزهر الآن"، وظل يلقن دروس الدين والسياسة الشرعية في كليات الأزهر إلى أن أُحيل إلى المعاش.
* عضو في جماعة كبار العلماء:
وكانت الخطوة الباقية: أن يدخل الشيخ عضواً في جماعة كبار العلماء، وفي سبيل ذلك قدم رسالة موضوعها:"القياس في اللغة العربية"، حوت بحثاً لم يطرقه أحد من علماء الأزهر من قبل، وفي ٢٩ أبريل من سنة ١٩٥١ م صدر أمر ملكي رقم ٢٢ لسنة ١٩٥١ م بتعيين الشيخ محمد الخضر حسين عضواً في جماعة كبار العلماء. وكانت هذه العضوية هي سبيله إلى عرض اسمه على مجلس الوزراء، عندما أراد المجلس اختيار شيخ الأزهر من بين كبار العلماء.
* هل انتهى الصراع:
ويتساءلون في الأزهر اليوم: هل انتهى الصراع الذي عاش في الأزهر سنين وسنين، واتخذ أشكالاً ومظاهر ما كان يجوز أن يكون مصدرُها الأزهرَ الشريف، وعلماءه الأجلاء؟
إن الشيخ الجديد لا يعرف كيف يحب، ولا يعرف كيف يكره، والشيخ