وإلى هنا تكون المرحلة الأولى من حياة الشيخ الخضر قد انتهت، وهي مرحلة استغرقت نصف حياته تقريباً.
* المرحلة الثانية بين التنقل والاكتشاف:
وبسفره إلى المشرق بدأت أيضاً المرحلة الثانية، التي أسميها: بمرحلة التنقل والاكتشاف. حيث إن الشيخ الخضر قد زار في هذه المرحلة الجزائر ومصر والشام والحجاز والآستانة وألبانيا، ومعظم بلاد البلقان التي كانت خاضعة للحكم العثماني، ثم استقر بدمشق مع عائلته. وكانت سورية يومئذ تحت الحكم العثماني. وقد عين الشيخ الخضر -عقب استقراره بدمشق- أستاذاً في المدرسة السلطانية بها حيث مكث إلى عام (١٣٣٦/ ١٩١٧). وكان خلال إقامته بدمشق مثابراً على نفس النشاط العلمي والإصلاحي الذي كان يقوم به في تونس، فكان يكتب المقالات، ويلقي المحاضرات والدروس الدينية والأدبية واللغوية (١)، ويدعو إلى التضامن العربي التركي في ظل الخلافة الإسلامية. وهو في ذلك يدعو عن عقيدة قوية صادقة، أساسها ثقافته الدينية من ناحية، وإحساسه الخاص من ناحية أخرى، والبيئة الفكرية والسياسية التي نشأ وترعرع فيها بتونس من ناحية ثالثة.
* في السجن:
ورغم ما كان عليه دائماً من اعتدال في كل شيء، فإن السفاح المعروف باسم جمال باشا الحكم التركي لبلاد الشام، والذي كان يحمل أفكاراً عنصرية معادية لكل جنس غير الجنس الطوراني، قد زج بشيخنا في السجن، إثر حركة