للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الجيش الفرنسي، وفي واجهات القتال بالخصوص - يزيدون عن المئتي ألف.

وكان هدف علي باش حانبة ورفاقه هو بث الدعاية في صفوف المغاربة داخل الجيش الفرنسي، وبين أسراهم في ألمانيا؛ لحملهم على القتال ضد فرنسا، وليس معها؛ لأن مصلحة بلادهم في هذا الموقف. كما كانت ترمي هذه الحملة إلى إقناع الجنود المغاربة -والأسرى منهم بالخصوص- بالتطوع في الحركات الجهادية التي كان يقودها علي باش حانبة ورفاقه، والتي كانت الدولة العثمانية تساندها معنوياً ومادياً، وقد حل الشيخ الخضر في ألمانيا مع بعثته من العلماء المسلمين بينهم الشيخ التونسي صالح الشريف، ومكث في ألمانيا زهاء تسعة شهور تعلم في أثنائها اللغة الألمانية، وقام بمهمته أحسن قيام، ثم تردد بين الآستانة و "برلين" إلى أواخر الحرب العالمية الأولى حيث أقام مرة أخرى زهاء السبعة أشهر (١).

* محمد باش حانبة:

وأثناء إقامته ببرلين توثقت الصلة بينه وبين عدد من رجالات تونس، وزعماء العرب المنضوبن تحت راية الخلافة العثمانية. نذكر منهم بالخصوص: الزعيم محمد باش حانبة شقيق علي باش حانبة؛ فقد كان محمد يمثل الحركة الوطنية التونسية والمغربية عموماً في أوروبا، كما أسس أول مجلة مغربية في أوروبا تدافع عن حقوق المغرب، وعن حريته واستقلاله.

وكان المحامي محمد باش حانبة قد أسس في برلين لجنة لتحرير المغرب


(١) "الحركات الاستقلالية" (ص ٥٣ - ٥٤)، ومجلة "الأزهر" (مجلد ٢٩ ص ٧٤٠ - ٧٤١).