للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العربي سميت باسم: (اللجنة التونسية الجزائرية)؛ إذ لم يكن في "برلين" يومئذ من يمثل المغرب وليبيا، وإن كانت اللجنة تعمل لتحرير المغرب العربي كله.

ومحمد هذا وأخوه علي هما أول من فكر ودعا وعمل بالفعل على توحيد المغرب العربي، وتحريره جماعياً من الاستعمار. وكان محمد باش حانبة قد أسس مجلة "المغرب"، وأصدرها أسبوعية في "جنيف". ومحررة باللغة الفرنسية للتعريف بقضايا المغرب العربي إلى الرأي العام الأوروبي. وقد عاشت هذه المجلة مدة عامين، فلما انتهت الحرب عام ١٩١٨، انقطع المدد العثماني عنها، فتوقفت عن الصدور، وإذ ذاك استقر محمد نهائياً في "برلين"، وظل يكافح بوسائله الخاصة؛ إذ كانت الدولة العثمانية قد استسلمت للحلفاء. وكان أخوه علي قد توفي قبل احتلال الحلفاء للآستانة بأسبوع واحد، فشيع إلى مقره الأخير في موكب رسمي كبير (١).

* ضريح محمد باش حانبة:

وبقي محمد في "برلين" إلى عام ١٩٢٠ حيث مات هو الآخر غريباً عن أرض الوطن الذي عاش له، ومات في سبيله. وقبر محمد معروف جداً في "برلين" لكل من يزور الجناح الإسلامي من مقبرة "تمبلهوف" حيث دفن الفقيد، وحيث شيد قبره كلٌّ من طلعت باشا الصدر الأعظم العثماني، وإسماعيل بك لبيب الوطني المصري الشهير (٢).


(١) "الحركات. . ." (ص ٥٤)، و"مشاهير المهاجرين التونسيين" -خط- (ص ٢٢).
(٢) "الحركات الاستقلالية" (ص ٥٥)، و"هذه تونس" (ص ٨٥)، و"مشاهير المهاجرين" (ص ٢٥)، ومجلة "الشعب" سنة ٥ عدد ١٠٣ (١٦ - ٤ - ١٩٦٨).