للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* العودة إلى دمشق:

أما شيخنا الخضر، فإنه ما كاد يعوذ إلى الآستانة حتى استسلمت الحكومة العثمانية إلى الغزاة المحتلين الذين اقتسموا عاصمتها كما اقتسموا إمبراطوريتها.

فلم يجد بداً من النزوح عنها، والعودة إلى دمشق حيث كانت سوريا قد تحررت من الحكم العثماني، وأصبحت فيها حكومة عربية تحت حكم الأمير فيصل بن الحسين.

وقد أحس الشيخ الخضر وهو في طريقه إلى دمشق بمرارة الفراق للوطن، وبمحن الاغتراب عنه، وكثرة تنقلاته، وقلة استقراره، فوصف حاله في هذه الفترة بقوله:

أنا كأس الكريم والأرض نادٍ ... والمطايا تطوف بي كالسقاة

ربَّ كأس هوت إلى الأرض صدعاً ... بين كفٍّ يديرها واللهاة

فاسمحي يا حياة بي لبخيلٍ ... جفنُ ساقيه طافحٌ بالسبات

ما كاد الشيخ الخضر يستقر في دمشق عقب الحرب العالمية الأولى عائداً من الآستانة، حتى عين مدرساً في ثلاثة معاهد دفعة واحدة، وهي: المدرسة العثمانية، والمدرسة العسكرية، والمدرسة السلطانية التي كان بها قبيل سفره الأخير إلى الآستانة (١).

* في المجمع العلمي العربي:

وفي منتصف ١٩١٩ م تأسس بدمشق المجمع العلمي العربي، وانعقدت جلسته الأولى يوم ٣٠ جويلية من العام نفسه، وفي هذا الجلسة تم تعيين


(١) "الأدب التونسي" (ج ٢ ص ٢٠١ - ٢٠٢)، ومجلة "الأزهر" (م ٢٩ ص ٧٤١).