للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيخ محمد الخضر عضواً عاملاً في إحدى لجان المجمع، وقد مارس هذه العضوية طيلة إقامته بدمشق، ثم أصبح عضواً مراسلاً للمجمع، بعد اضطراره إلى النزوح عن دمشق عقب احتلال الجيش الفرنسي لها في منتصف عام ١٩٢٠ م، وقد احتفظ بعضويته هذه إلى آخر أيام حياته (١).

* حكم بالإعدام:

ورغم حبه الخاص لدمشق، وتعلقه الشديد بها، وحنينه الدائم إليها، فإن الاستعمار الفرنسي الذي كان قد حارب آماله الوطنية والإصلاحية بتونس، والذي أصدر على الشيخ محمد الخضر حسين حكم الإعدام (٢) غيابياً أثناء قيامه في ألمانيا بتحريض المغاربة -والتونسيين منهم خاصة- على الثورة ضد المستعمر، هذا المستعمر نفسه، قد أصبح سيداً وحاكماً لدمشق ولسوريا كلها عقب انتصاره على الجيش العربي في موقعة ميسلون الشهيرة حول مشارف دمشق يوم ٢٤ جويلية ١٩٢٠ (٣).

* هجرة جديدة:

وهكذا لم يكن أمام الشيخ الخضر إلا أن يترك دمشق، وأن يفر من الطغاة المستعمرين حتى لا ينفذوا فيه حكم الإعدام، ويشفوا غليلهم منه (٤).


(١) راجع عن علاقته به، وعضويته فيه: كتاب "تاريخ المجمع العلمي العربي" لأحمد الفتيح.
(٢) جريدة "الدعوة"، في استجواب أجرته مع الشيخ إثر توليه مشيخة الأزهر،
عدد ٣٠ صفر ١٣٧٢ هـ.
(٣) انظر عن هذه المعارك ونتائجها: كتاب "يوم ميسلون" لساطع الحصري.
(٤) لم نجد حتى الآن أي وثيقة تثبت صدور هذا الحكم عليه، ومكان صدوره، والنص =