فأمده بكل رعاية وعناية ومساعدة. وقد ظلت العلاقة وثيقة بينهما إلى آخر أيام تيمور الكبير عام ١٩٣٠، ويقيت بعد ذلك بين شيخنا وبين عائلة تيمور، ويكفي دليلاً على ذلك: أن الشيخ محمد الخضر حسين لما توفي في القاهرة مطلع عام ١٩٥٨ وقع دفنه في تربة آل تيمور بوصية منه، وباتفاق سابق مع أسرة تيمور.
* بداية متواضعة:
قلت: إن الشيخ الخضر بدأ حياته في القاهرة معتمداً على نفسه، فاشتغل مصححاً بدار الكتب المصرية، وهي وظيفة صغيرة العنوان، ولكنها كبيرة الدلالة؛ إذ لا يكلف بها إلا من ثبتت مقدرته العلمية، وكفاءته الأدبية واللغوية.
ومع ذلك، فإن الشيخ الخضر لم يكن يرضي طموحه، ولا يساوي علمه هذا المنصب رغم دلالته الكبيرة، لهذا نشط في ميادين أخرى، منها: الكتابة في المجلات، والمحاضرة في الجمعيات، والدروس في المساجد.
ولم يكن في كل ذلك إلا مجاهداً في سبيل العلم والإسلام والوطن.
وقد وجه اهتمامه منذ البداية إلى تنظيم شؤون الجالية المغربية في مصر، فأسس عام ١٩٢٣ (جمعية تعاون جاليات شمال أفريقيا)، وكان يرأس هذه الجمعية بنفسه، وهدفها رفع مستوى تلك الجاليات من الناحيتين الثقافية والاجتماعية.
= الخضر عن تيمور في "الهداية الإسلامية"، وفي "ديوان"، وعن الشخصيات المصرية التي تعرف عليها الخضر بأوروبا والآستانة "حاضر العالم الإسلامي" (ط ٣ ج ٤ ص ٣٧٨).